للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر خالد بن عباد السدوسي في أيّام يزيد، ويقال: في أيّام معاوية،

قالوا:

أخذ عبيد الله بن زياد في أيّام معاوية، أو أيّام يزيد خالد بن عبّاد، ويقال عباد، وكان من عبّاد الخوارج ومجتهديهم، وهو من بني عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة فكلّم فيه فخلّى سبيله، وقيل له إنّه قد كذب عليه وليس من أهل هذا الرأي، وضمنه صهر له، فكان لا ينام الليل لتعهّده أيّاه في بيته، ففقده ليلة وأخبر أنّه لم يبت في بيته فأتى ابن زياد فأعلمه ذلك، فدعا ابن زياد خالدا فسأله اين بات، فقال: كنت مع إخوان لي نذكر الله ونقرأ القرآن، قال: فدلّني عليهم، قال: لو دللتك عليهم لقتلتهم ولو فعلت لنالوا سعادة وشهادة، ولكنّي أكره أن أروّعهم، فقال ابن زياد: العن أهل النهروان قال: إن كانوا أعداء الله فلعنهم الله قال: فتولّ معاوية، أو قال يزيد بن معاوية، قال: إن كان مؤمنا وليّا لله فأنا وليّ له فلم يزدّه على هذا، فقال رجل ممّن حضر: أنا أكفيكه أيّها الأمير، فخلا به فقال: إنّك في تقيّة، لا تقيّه اليوم في الله، فقال ابن زياد: أخرجوه إلى السوق فاقتلوه، وكان ضاويا من العبادة، فلم يقدم احد على قتله وجعلوا يتفادون منه، فمرّ به المثلّم بن مسروح الباهلي أحد بني وائل أو فرّاص، وكان في الشرط، فشدّ عليه فقتله، فوضع الخوارج عليه عيونا فرأوه يسوم بلقحة، فقال له رجل منهم: إنّ عندي لقحة من حالها وحالها فانطلق معي لتراها وأنا أساهلك في ثمنها، فمضى معه يمشي بين يديه، والمثلّم على فرسه، ثم دخل دارا ودخل المثلّم معه، وفي الدار خوارج فوثبوا عليه فقتلوه، وكان الذي قتله حريث بن حجل، ودفنوه في ناحية الدار وجعلوا دراهم كانت معه في بطنه، وحكّوا أثر