قال أبو مخنف وغيره: كان الخرّيت بن راشد السامي - من ولد سامة بن لويّ - مع عليّ بن أبي طالب في ثلاثمائة من بني ناجية، فشهد معه الجمل بالبصرة، وشخص معه إلى صفين فشهد معه الحرب، فلما حكم الحكمان مثّل بين يدي عليّ بالكوفة فقال له: والله لا أطعت أمرك ولا صليت خلفك، فقال له عليّ ثكلتك أمك إذا تعصي ربّك وتنكث عهدك ولا تضر إلا نفسك؛ ولم تفعل ذلك؟ قال: لأنّك حكّمت في الكتاب، وضعفت عن الحق حين جدّ الجدّ، وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم، فأنا عليك زار وعليهم ناقم، فدعاه عليّ إلى أن يناظره ويفاتحه فقال: أعود إليك غدا.
ثم أتى قومه فأعلمهم ما جرى بينه وبين عليّ، ولم يأت عليا وسار من تحت ليلته من الكوفة ومعه قومه؛ وتوجه نحو كسكر، فلقيه رجل من المسلمين في طريقه فسأله وأصحابه عن قوله في عليّ؟ فقال فيه خيرا، فوثبوا عليه بأسيافهم فقطعوه، فكتب قرظة بن كعب وكان على طساسيج السواد،