مائة راكب، وجعل عمرو له جيشا خلفه، وكان ابن أبي حذيفة يتقدمه فينطوي خبره فلما التقيا بالعريش قدم جيش عمرو على إثره، فعلم محمد أنه قد غدر به، فانحاز إلى قصر بالعريش فتحّصن فيه، فرماه عمرو بالمنجنيق حتى أخذ أخذا فبعث به عمرو إلى معاوية فسجنه عنده، وكانت ابنة قرظة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة - أمها فاطمة بنت عتبة بن ربيعة - تصنع له طعاما وترسل به إليه وهو في السجن، فلما سار معاوية إلى صفين، أرسلت ابنة قرظة بشيء فيه مساحل من حديد إلى ابن أبي حذيفة؛ فقطع بها الحديد عنه، ثم جاء فاختبأ في مغارة بجبل الذيب بفلسطين فدل نبطي عليه رشدين مولى أبي حذيفة أبيه، وكان معاوية خلفّه على فلسطين فأخذه فقال له محمد: أنشدك الله لما خلّيت سبيلي فقال له: أخلي سبيلك فتذهب إلى ابن أبي طالب وتقاتل معه ابن عمتك وابن عمك معاوية، وقد كنت فيمن شايع عليا على قتل عثمان، فقدمه فضرب عنقه.
وقال المدائني: وقد قيل إن محمد بن أبي حذيفة كان في جيش ابن أبي بكر، فأخذ وبعث به إلى معاوية. والله أعلم.