للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرصاد حتى أخذ، وحمل إليه فحبسه، فتخلص من الحبس واتبعه رجل من اليمانية فقتله.

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، عن ابن جعدبة؛ عن صالح بن كيسان قال: خرج ابن أبي حذيفة من مصر، يريد معاوية، فحبسه فأفلت ودخل مغارة بفلسطين، فأقبل رجل على دابة له وهو لا يشعر بمكانه، فدخلت نعرة في منخر دابته (١) فنفرت حتى دخلت المغارة، فأراد بعض من مع ابن أبي حذيفة قتله وقد عرفوه فنهاهم ابن أبي حذيفة عنه، فمضى حتى دلّ عليهم، فقتل ابن أبي حذيفة يومئذ.

وحدثني أبو خيثمة، وخلف بن سالم، قالا: حدثنا وهب بن جرير عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان قال: لما اجتمع أمر معاوية وعمرو بن العاص بعد الجمل وقبل صفين، سار عمرو في جيش إلى مصر، فلما قرب منها لقيه محمد بن أبي حذيفة في الناس، فلما رأى عمرو كثرة من معه أرسل إليه فالتقيا واجتمعا، فقال له عمرو: إنه قد كان ما ترى وقد بايعت هذا الرجل وتابعته، وما أنا راض بكثير من أمره ولكن له سنا، وإني لأعلم أن صاحبك عليا أفضل من معاوية نفسا وقدما، وأولى بهذا الأمر، ولكن واعدني موعدا التقي أنا وأنت فيه على مهل في غير جيش تأتي في مائة راكب ليس معهم إلا السيوف في القرب وآتي في مثلهم. فتعاقدا وتعاهدا على ذلك، واتعدا العريش لوقت جعلاه بينهما، ثم تفرقا، ورجع عمرو إلى معاوية؛ فأخبره الخبر، فلما حل الأجل، سار كل واحد منهما إلى صاحبه في


(١) - في هامش الأصل: النعرة خيال الصورة، ذباب ضخم أزرق العين، أخضر. مآبره في طرف ذنبه يلسع بها ذوات الحافر خاصة.