فبعث بها إلى أمير المؤمنين المنصور في سفينة فغرقت السّفينة بالبطيحة.
[خبر عطية بن بعثر التغلبي]
خرج عطية بالموصل في مائة، ومعهم ابن الوليد بن طريف، فأخذ على راذان وأتى ابراز الروز والنهروان وأتى مهرجانقذق، وصار إلى الكلبية ليعترض مالا قد اجتمع بالسوس يريدون حمله، وبلغ ذلك أهل الأهواز فبعث محمد بن الحصين ابن أخيه ثابت بن كثير بن حصين بالمال فحمله ثابت فلم يقدروا عليه، وأقبل الخوارج وهم مائة فنزلوا بالسوس فلم يؤذوا أحدا حتى وقع بين رجل من أهل السوس وبين رجل من الخوارج كلام فاستعرض عطية أهل السوس، وكان منارة مولى أمير المؤمنين بناحية الأهواز فقاتله عطية فقتل من أصحابه أكثر من مائتين وانهزم منارة. وتوجه عطّية إلى الموصل في طريقه التي ابدأ فيها، فوجه إليه المنصور أبا حميد المروروذي فوافقه بكلبانية مهرجانقذق نائما وأصحابه في غفلة، فأمر أبو حميد أصحابه فرموهم بالنشاب فقتل عطّية وأصحابه، فلم يبق منهم أحد.
[خبر حسان بن غسان الهمداني]
خرج حسان في خلافة المنصور فلقي قوما يريدون مكة فقتلهم، فسرّح إليه المنصور جميل بن عبد الله الضبي، وهو ابن عم المسيب، في سبعة آلاف فلم يزل حسان يتنّقل حتى صار إلى أذربيجان وصار جميل إلى أذربيجان، فرأى الخوارج تتبعهم، وكان الحرشي معه، فكتب إلى أبي جعفر بذلك، فكتب أبو جعفر المنصور إليه: «قد بلغني يا بن اللخناء أنك