شارف من الأبل إلى جبل الدخان كما سيرت خيار الناس، فقال له عثمان: قبحك الله وقبح ما جئت به، وكان جهجاهٌ متغيظاً على عثمان، فلما كان يوم الدار دخل عليه ومعه عصاً كان النبي ﷺ يتحضر بها فكسرها على ركبته، فوقعت فيها الأكلة.
حدثني روح بن عبد المؤمن حدثني أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني أنبأنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن جهجاهاً الغفاري دخل على عثمان فأخذ منه عصا النبي ﷺ التي كان يتخصر بها فكسرها على ركبته فأخذته الأكلة في ركبته؛ وكان جهجاه ممن بايع تحت الشجرة، رضي الله تعالى عنه.
أمر عمار بن ياسر العنسي رضي الله تعالى عنه:
حدثنا عباس بن هشام بن محمد عن أبي مخنف في إسناده قال: كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه، فخطب فقال: لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام، فقال له علي: إذاً تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه، وقال عمار بن ياسر: أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك، فقال عثمان: أعلي يا بن المتكاء (١) تجترئ؟ خذوه، فأخذ ودخل عثمان فدعا به فضربه حتى غشي عليه ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله ﷺ فلم
(١) المتكاء: البظراء، والمفضاة، والتي لا تمسك البول. القاموس.