للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا … متى أضع العمامة تعرفوني

إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها.

قد شمرت عن ساقها فشمري … ليس هذا أوان عشّك فادرجي

هذا أوان الشد فاشتدي زيم … قد لفها الليل بسواق حطم

ليس براعي إبل ولا غنم … ولا بجزار على ظهر وضم

قد لفها الليل بعصلبي … مهاجر ليس بأعرابي

إني والله يا أهل العراق لا أحلق إلا فريت ولا أعد إلا وفيت، والله إني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله، وأجزيه بمثله. إن الله ضرب ﴿مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (١). فأنتم أولئك، أو أشباه أولئك، فاستوسقوا واستقيموا ولا تميلوا، فقد بين الصبح لذي عينين، والله لأمرينكم بالهوان حتى تدوروا، ولأعصبنكم عصب السلمة حتي تذلوا، ولأقرعنكم قرع المروة حتى تلينوا، ولأضربنكم، ضرب غريبات الإبل حتي تنقادوا، إنه والله ما يقعقع لي بالشنان، ولا أغمر تغماز التين، ولا أجلس على الدّبر، إني امرؤ فررت عن ذكاء، وجريت إلى الغاية وانتضيت عن تجربة، إن أمير المؤمنين عبد الملك نكت كنانته، ونثلها


(١) سورة النحل - الآية:١١٢.