قالوا: قدم رسول الله ﷺ مكة لثماني عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة، فأقام بها اثنتي عشرة ليلة. ثم أصبح غداة الفطر غازيا إلى حنين، وهو واد من أودية تهامة. وكانت أشراف هوازن بن منصور وغيرهم من قيس قد تجمعوا مشفقين من أن يغزوهم رسول الله ﷺ، وقالوا: قد فرغ لنا، فلا ناهية له دوننا، والرأي أن نغزوه. فساروا، وعليهم مالك بن عوف بن سعد، أحد بني دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر، حتى نزلوا بأوطاس. وانتهى خبرهم إلى رسول الله ﷺ، فاستعمل على مكة عتّاب بن أسيد، وجعل معاذ بن جبل على تعليم الناس السنن، وأقرّ ابن أم مكتوم وأبا رهم على المدينة، وخرج في اثني عشر ألفا من المسلمين. فقال أبو بكر، ويقال غيره: لن نؤتى اليوم من قلة. فذلك قوله ﵎: ﴿وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً﴾ (١).
ونزل رسول الله ﷺ على حنين، وبينه وبين مكة ثلاث. وذلك في شوال.
فالتقى المسلمون والمشركون على حنين، فاقتتلوا أشد قتال. فانكشف