أتي خالد بن عبد الله برجل تنبأ بالكوفة وقال إنه قد أنزل علي قرآن فقال له خالد: ما قرآنك؟. قال:«إنا أعطيناك القاهر، فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل فاجر، مغتر بالله كافر». فأمر به خالد فضرب حتى أثخن، ثم أمر به فصلب، فقال له حمزة بن بيض الحنفي وهو يشد على الخشبة: إنا أعطيناك العمود، فأطل عليه الركود، وصلّ لربك على عود، وأنا ضامن ألا تعود». ولم يلبث أن مات.
قالوا: وأتى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان خالدا يستمنحه فلم ير منه ما يحب فقال: أما المنافع فللهاشميين، وأما نحن فما حبوتنا منه إلا شتمه عليا على منبره. فبلغ ذلك خالدا فقال: إن أحبّ تناولنا له عثمان بشيء المدائني قال: كان عامة عمال خالد الدهاقين فقتل دهقان منهم بفارس، فأمر خالد بنفي العرب وعيالاتهم من السواد، فقال ابن نوفل:
أيقتل عامل بدرابجرد … فتنفون العباد من السواد
لعلك أن ترى عما قليل … عيالك يسلبون بكل واد
المدائني قال: خطب أخو خالد اسماعيل بن عبد الله عند أبي العباس، ويقال عند أبي الجهم بن عطية، أحد رجال الدولة، فذم عمال بني أمية والحجاج وابن هبيرة ويوسف بن عمر، ولم يذكر خالدا، فقام بعض من حضر فقال: جزاك الله من خطيب خيرا، ذكرت أهل بيت اللعنة وعمالهم وأحسنت في ذمهم، إلا أنك تركت خالدا، وهو ابن زوينية اجتمع في بطن أمه الخمر