للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدرا، ثم رجع ولم يلق كيدا، ولم يدرك السرح وكان خليفته على المدينة زيد بن حارثة الكلبي مولاه.

- ثم غزاة ذي العشيرة:

ويقال ذات العشيرة في جمادى الآخرة سنة اثنتين، خرج إليها لطلب عير قريش، التي كان القتال يوم بدر بسببها، في مائة وخمسين ندبهم، ويقال في مائتين. ولم يكن معهم غير فرس واحد. ومر ببني مدلج فضيفوه وأحسنوا ضيافته ففاتته العير ولم يلق كيدا، وكان خليفته بالمدينة أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

- ثم غزاة بدر القتال:

وبدر ماء كان ليخلد بن النضر، ويقال لرجل من جهينة. واسم الوادي الذي هو به يليل. وبين بدر والمدينة ثمانية برد. قالوا: وتحين رسول الله انصراف العير التي خرج لها إلى ذي العشيرة من الشأم، فندب أصحابه لها وقال: هذه عير قريش قد أقبلت وفيها جلّ أموالهم، وكانت العير ألف بعير. وكان في العير أبو سفيان بن حرب، ومخرمة بن نوفل الزهري، وعمرو بن العاص وغيرهم من الوجوه، ولم يظنّ رسول الله أنه يحارب.

فذلك قول الله : ﴿وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ (١).

وكان خروجه من المدينة يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين، وأبطأ عن رسول الله قوم من أصحابه إذ لم يحسبوا أنهم يحاربون، وهم أسيد بن حضير الأوسي، وسعد بن عبادة، ورافع بن مالك، وعبد الله بن أنيس، وكعب بن مالك، وعباس بن عبادة بن نضلة، ويزيد بن ثعلبة أبو عبد الرحمن. ولما رجع رسول الله إلى المدينة، هنّاه


(١) - سورة الأنفال - الآية:١٧.