قالوا: لما قتل محمد بن أبي بكر معاوية بن حديج من قبل عمرو بن العاص وظهر معاوية على مصر، وذلك بعد الجمل وصفين والحكمين؛ بعث معاوية عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة وقال له: إن جلّ أهلها يرون رأينا في عثمان وقد قتلوا في الطلب بدمه، فهم يودّون أن يأتيهم من يجمعهم وينظم أمرهم وينهض بهم في الطلب بثارهم ودم إمامهم، فتودد الأزد؛ فإنّ الأزد كلها سلمك، ودع ربيعة فلن ينحرف عنك أحد سواهم لأنهم ترابية كلهم. وكتب إلى عمرو بن العاص:
إني نظرت في أمر البصرة، فوجدت جلّ أهلها لنا أولياء، ولعلي وشيعته أعداء، وقد أوقع بهم الوقعة التي قد علمت، فأحقاد تلك ثابتة في صدورهم، والغلّ بها غير مزايل لقلوبهم، وقد أطفأ الله بقتل ابن أبي بكر وفتح مصر نيرانا كانت بها الآفاق مشتعلة مشبوبة مستعرّة، ورفع بذلك رؤوس أنصارنا وأشياعنا حيث كانوا من البلاد، وقد رأيت أن أبعث إلى أهل البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي فينزل البصرة ويتودّد إلى الأزد،