حدثني أبو مسعود الكوفي، وغيره، قالوا: دعا المنصور عبد الجبار فقال له: قد وليتك خراسان فأطع الله في معصيتي، ولا تطعني في معصية الله، ولن للمحسن، وكن خشنا على المسيء. وكان عبد الجبار على شرط أبي العباس، ثم على شرط المنصور إلى أن ولاه خراسان، ثم ولى الشرطة بعده عمر بن عبد الرحمن أخاه، ثم عزله وولى موسى بن كعب التميمي حتى مات، ثم ولى بعده المسيب بن زهير الضبي. فكان المسيب يسعى في فساد حال عبد الجبار عند المنصور ويوحشه منه ويغريه به، وكتب إلى عبد الجبار إن المنصور قال ذات يوم:«من ولّي خراسان، فأصلح ثغورها، وأحسن السيرة في أهلها ورزق جنودها، وكان في بيت ماله بعد ذلك عشرة آلاف ألف فهو الكامل»، فكتب إلى المنصور يعلمه أن عنده بعد سدّ الثغور واعطاء المقاتلة عشرة آلاف ألف، فكتب إليه المنصور في حملها، ولم تكن عنده وإنما كذبه، وألح المنصور فيها، فكتب يسأل الإذن له في إشخاص عياله إليه فلم يأذن له في ذلك، وكان يبلغه فساد قلبه عليه بما يكيده به المسيب عنده ويقول له فيه، فخلع