للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقتل زيد بن علي]

وتحامل زيد حتى دخل دار الجرارين التي بالسبخة وأوصى يحيى ابنه بتقوى الله وجهاد بني أمية، ومكث هنيهة ثم قضى ليلة الجمعة فدفن في دار الجرارين وأجروا عليه ساقية من ماء السبخة كي يخفى قبره، وكان معهم غلام سندي أتى زيدا من أول النهار في قوم أتوه ليقاتل معه فلم يقبله وقال:

لا يقاتل مملوك بغير إذن مولاه، فدل على قبره.

وحدثني عبد الله بن صالح عن حمزة الزيات قال: دخل زيد دار جرار فجاءه (١) بطبيب يقال له سفيان مولى لبني رؤاس فانتزع النصل الذي رمي به من جبهته فلم يلبث أن مات.

وقال أبو مخنف: أرسل إلى حجام حميد الرؤاسي فقال له الحجام:

انك إن نزعته متّ مع إخراجه فقال: الموت أيسر مما أنا فيه، فأخذ الكلبتين وانتزعه فخرجت نفسه معه ودفن في حفرة من الحفر التي يؤخذ منها الطين، ومضى عبد سندي إلى الحكم فأخبره بخبره.


(١) - فجاؤوه في رواية أخرى (من هامش الأصل).