للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني العمري عن الهيثم عن عوانة قال: رمي زيد بسهم فأصاب جبهته أو عينه فسقط فحامى عليه يحيى ابنه ووجوه من معه حتى جاوزه إلى عسكرهم وبه رمق ذلك في الظلام، ثم عبروا به الفرات بالكوفة وقطعوا الجسر وانتزعوا السهم ففاضت نفسه معه، ثم دفنوه وتفرقوا، فلما أصبح الصبح جاء علج وقد رآه يدفن، فدلّ الحكم على قبره فنبشه واحتزّ رأسه، وبعث به إلى يوسف فحملت جثته على بعير وصلبت بالكناسة بالكوفة، وكان عليه قميص أصفر هروي. وصلب معه معاوية بن إسحاق الأنصاري وكان قتل قبل ذلك في المعركة، ونصر بن خزيمة العبسي وزياد النهدي ثم خلى سبيل أهل المسجد.

وبعث يوسف برأس زيد وسائر رؤوس من قتل معه إلى هشام بن عبد الملك، وطلب يحيى بن زيد فلم يقدر عليه.

حدثني أبو الحسن المدائني قال: لما أتي يوسف برأس زيد وهو بالحيرة نظر الناس إليه، ثم تفرقوا وهو مطروح في ناحية من منزل يوسف، فجاء ديك فنقره، فقال زميل الكلابي:

اطرد الديك عن ذؤابة زيد … طال ما كان لا يطأه الدجاج (١)

ابن بنت النبيّ أكرم خلق الل … هـ زين الوفود والحجاج

حملوا رأسه إلى الشام ركضا … بالسّرى والبكور والإدلاج

في أبيات.

وحدثني محمد بن الاعرابي عن سعد بن الحسن بن قحطبة قال: رمى


(١) - في هامش الأصل: يريد الشعر.