وكانوا أرادوا تزويجه إياها فتزوجها عبد الأعلى بن عبد الله فحقد عليه الحجاج ذلك فلقي منه شرا.
ويوسف بن عمر (١) بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن
عامر بن معتب أمير العراق،
وكان يكنى أبا عبد الله، ولي اليمن لهشام بن عبد الملك، وولاه العراق ومحاسبة خالد بن عبد الله القسري وعماله فعذبهم، فمات خالد في عذابه، ومات بلال بن أبي بردة في عذابه، ولم يزل واليا لهشام ست سنين، ثم للوليد بن يزيد، فلما قتل الوليد هرب إلى الشام فقتلته اليمانية، فيقال إن يزيد بن خالد فيمن قتله، وقد ذكرنا أخباره فيما تقدم.
قال المدائني أول حكم حكم به يوسف أن رجلا خلع ثيابه ودخل الفرات يغتسل، وألقى هميانه فجاءت عقاب فاحتملته، فقال يوسف: كم أكثر ما يطير العقاب بصيده؟ قيل: كذا. فقال: انظروا أقرب القرى من هذه الغاية. فضمنوا أهلها هميان الرجل.
وكان يوسف يطعم في كل يوم وهو على العراق خمسمائة جراب، وكانت مائدته وأقصى الموائد سواء يتعهد ذلك ويتفقده. وكان طعامه ألوانا وشواء، وكانت له فرنية حلواء. فرأى من ذكر فرنية قد ذهب ما عليها من السكر فقال: سكر فلم يمكن، فضرب صاحب الطعام ثلاثمائة سوط