قالوا: ودعا معاوية عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة الفزارى، فبعثه إلى تيماء، وضمّ إليه ألفا وسبع مائة (١) وأمره أن يصدق من مرّ به من العرب، ويأخذ؛ البيعة له على من أطاعه، ويضع السيف على من عصاه، ثم يصير إلى المدينة ومكة وأرض الحجاز، وأن يكتب إليه في كل يوم بما يعمل به ويكون منه، فانتهى ابن مسعدة إلى أمره، وبلغ خبره عليا فندب المسيّب بن نجبة الفزاري في كثف من الناس فطلبه وقال له: إنك يا مسيّب من أثق بصلاحه وبأسه، فسار حتى أتى الجناب، ثم أتى تيماء وانضمّ إلى عبد الله بن مسعدة قوم من رهطه من بني فزارة، وانضمّ إلى ابن نجبة قوم من رهطه أيضا، فالتقى هو وابن مسعدة فاقتتلوا قتالا شديدا؛ وأصابت ابن مسعدة جراحات ومضى قوم من أصحابه إلى الشام منهزمين لا يلوون عليه، وبقي معه قوم منهم فلجأ ولجأوا إلى حائط حول حصن تيماء محيط به قديم، فجمع المسيّب حوله الحطب وأشعل فيه النار، فناشدوه أن