عجبا لكم يا أهل الكوفة كلما أطلّت عليكم سرية وأتاكم منسر من أهل الشام أغلق كل امرئ منكم بابه، قد انجحر في بيته انجحار الضب في حجره والضبع في وجارها، والذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم رمى بأفوق (١) ناصل، فقبحا لكم وترحا، وقد ناديتكم وناجيتكم فلا أحرار عند النداء، ولا إخوان عند النجاء، قد منيت منكم بصم لا يسمعون، وبكم لا يعقلون، وكمه لا يبصرون.
فيقال: إن عليا أتبع النعمان عدي بن حاتم الطائي فمضى حتى شارف قنسرين ثم انصرف.
ويقال: إن عبد الرحمن بن حوزة الأزدي قتل مع مالك بن كعب يومئذ، وإن أخاه عبد الله قتل حين لقي حجر بن عدي الضحاك بن قيس الفهري.
ويقال: إن عبد الرحمن بن حوزة قاتل الحسين مع من قاتله. والثبت أن الذي قاتل الحسين رجل من بني تميم يقال له: عبد الله بن حوزة، وهو غير هذا.
(١) - الفوق: موضع الوتر من القوس، والناصل السهم المكسور أو المنزوع نصله.