للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولد له بها: محمد بن حاطب، وأرضعته أسماء بنت عميس، وهي أم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأرضعت أمه عبد الله بن جعفر، فهما أخوان من الرضاع، فكانا يتواصلان على ذلك، وكان محمد بن حاطب يكنى أبا ابراهيم، وشهد مع علي مشاهده، ومات بالكوفة في ولاية بشر بن مروان أيام عبد الملك، وحفظ عن النبي أنه «رقاه حين احترقت يده» وكان مع حاطب بأرض الحبشة ابنه الحارث فقدم في إحدى السفينتين مع جعفر بن أبي طالب ومعه أخوه محمد.

[وأما حطاب بن الحارث،]

ويكنى أبا معمر، فيقال إنه هاجر إلى أرض الحبشة فمات بها، ويقال مات في البحر وهو منصرف منها، ويقال إنه لم يهاجر إلى أرض الحبشة.

[وأما معمر بن الحارث،]

أخو حاطب، وحطاب، فإنه قديم الاسلام، أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم المخزومي، وشهد بدرا وجميع المشاهد، وتوفي في أيام عمر، ونزل في قبر عثمان بن مظعون.

ومن ولد حاطب بن الحارث: عيسى بن لقمان بن حاطب بن الحارث. ولاه أمير المؤمنين المهدي الكوفة وقد كان ولي للمنصور أمير المؤمنين أيضا، وقد روى عنه ابن ادريس الأودي.

ومن بني وهب بن حذافة أيضا:

[جميل بن معمر بن حبيب بن وهب،]

ويكنى أبا معمر، وهو ابن أخي مظعون، وكان شريفا وكانت له رئاسة في قريش ينكر عليها المنكر فيطاع. وكانت قريش تدعوه ذا القلبين لفهمه وفيه نزل: ﴿ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ (١). وكان جوادا وفيه يقول


(١) سورة الأحزاب - الاية:٤.