للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تأمرين بجعفر وبحاجة … يستامها في خلوة وتضرع

ولجعفر عقب بالمدينة.

وأمّا: عبيدة بن الزبير وله عقب، ومن ولده أبو بكر بن عبيدة، وكان له ابن معتوه يقال له عبد الرحمن بن أبي بكر، فكان خاله المغيرة بن عبد الرحمن بن هشام يقوم لشأنه، وكان لا يطعم شيئا إلا رمى به، ولا يكسى ثوبا إلا خرقه، فكان المغيرة قد اتخذ في منزل المعتوه كوى يجعل فيها ألوان ما يؤكل من خبز ولحم وفاكهة، وتجعل الثياب على معاليق فيأكل المعتوه ويلبس، وهو الذي قال لعمرو بن الزبير حيث توجه لقتال عبد الله أخيه امض معي إليه وأنت في جواري فإن آمنك وإلا ردّدتك إلى مأمنك، فلم ينفذ عبد الله بن الزبير جواره، وقد كتبنا خبره فيما تقدم، فقال الشاعر في عبيدة بن الزبير:

أعبيد إنك قد أجرت فجاركم … تحت التراب تنوبه الاصداء

أعبيد لو كان المجير لولولت … بعد الهدو برنة أسماء

اضرب بسيفك ضربة مذكورة … فيها أداء أمانة ووفاء

وأما حمزة بن الزبير فلا عقب له، وقتل مع عبد الله بن الزبير أخيه.

وأما خالد بن الزبير فاستعمله عبد الله على اليمن وله عقب، ومنهم:

خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير، وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بالمدينة، فقال أبو جعفر أمير المؤمنين المنصور: ما آل الزبير وآل علي؟! وأخذه أبو جعفر فقتله وصلبه.

وأمّا عمرو بن الزبير

فكان ذا تيه وكبر وعجب، انتدب لقتال أخيه فكان من أمره وقتله إياه بالاقتصاص منه ما قد ذكرناه، وكان يقال: من نخوته عمرو لا يكلّم. من يكلمه يندم.