للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما صلى الناس العشاء الآخرة أتى خالد فأمر شيبة بن نصاح المقرئ أن يصليّ عليها ففعل ثم دفنت (١).

[فاطمة بنت الحسين بن علي]

وحدثني محمد بن سعد، عن أبي عبد الله محمد بن عمر قال:

ولىّ يزيد عبد الملك؛ عبد الرحمن بن الضحّاك بن قيس الفهري المدينة، فخطب فاطمة بنت الحسين بن علي فأبته وقالت: ما النكاح من حاجتي وأنا مشبلة مقيمة على ولدي، فألحّ في الخطبة فأبت أن تجيبه فقال:

والله لئن لم تفعلي لآخذنّ أكبر ولدك - يعني عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ - في شراب ثم لأضربنّه على رؤوس النّاس ولأفعلنّ حتى أفضحك - وكانت فاطمة بنت الحسين عند الحسن بن الحسن، فولدت له عبد الله بن الحسن بن الحسن، وحسن بن حسن بن حسن، وإبراهيم بن الحسن بن الحسن، ثم خلّف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وعبد الله هو المطرف، فولدت له محمدا (٢) -فلما رأت أنه غير مقلع عنها بعثت إلى يزيد [بن عبد الملك] رسولا وكتبت معه كتابا تصف فيه قرابتها وماسّ رحمها، وتشكو عبد الرحمن بن الضحاك، وتذكر ما تلقى منه وما يتهددها به وتقول: إنما أنا حرمتك وإحدى نسائك، و والله لو كان التزويج من شأني


(١) - انظر طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٤٧٥.
(٢) - في هامش الأصل: يقال لمحمد الديباج.