وقد كان بسطام بن مصقلة لحق به، ثم إن بسطاما حلق رأسه وقال:
حتى متى تكون الحياة، وقاتل وخلق معه تبايعوا على الموت حتى قتلوا جميعا، فهدّ ذلك ابن الأشعث.
قالوا: وفصل ابن الأشعث من مسكن فأمر بقنطرة وشاذروان هناك فهدما فلم تصلح القنطرة إلى هذه الغاية.
قالوا: ورجع محمد بن مروان إلى الجزيرة وعبد الله بن عبد الملك إلى الشام، وخلوا الحجاج والعراق، فجاء حتى نزل الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل العراق، إن الشيطان قد استبطنكم، فخالط اللحم منكم والعصب والأعضاء والأطراف، وجرى مجرى الدم ومضى إلى الأمخاخ والأصماخ فحشاها شقاقا ونفاقا وسوء رعة، ثم عشش فيها وباض وفرخ ودب ودرج، اتخذتموه دليلا تتابعونه وقائدا تطاوعونه فلن ينفعكم معه تجربة ولا تعظكم وقعة ولا يحجزكم إسلام ولا يكفكم بيان، ألستم أصحابي بالأهواز حين رمتم النكر وسعيتم بالغدر واجتمعتم على الكفر، فأقسم بالله إني لأرميكم بطرفي وإنكم لتسللون متفرقين كل امرئ منكم ناكس رأسه على عنقه حذار السيف رعبا وجبنا وذلا مكنه الله في قلوبكم، ويوم الزاوية وما يوم الزاوية بما كان فشلكم وتخاذلكم وبراءة الله منكم ونكوص وليكم بعد أن غركم فوليتم أستاهكم السيوف هاربين لا يسأل الشيخ عن بنيه، ولا يلوي امرؤ على أخيه حتى عضكم السلاح وأقعصتكم الرماح، ويوم دير الجماجم وما دير الجماجم، كانت الملاحم والمعارك العظام بضرب يزيل الهام