قالوا: كان محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن قدم البصرة مستخفيا ثم خرج عنها، وبلغ المنصور ذلك فقدم البصرة فنزل عند الجسر الأكبر، ويقال بل قدم في أمر القطائع والمسائح، وأمير البصرة عمر بن حفص، فولى عمر بن حفص السّند، وشهاب بن عبد الملك بن مسمع البحرين، وولّى عبد العزيز بن عبد الرحمن الأزدي، أخا عبد الجبّار بن عبد الرحمن، البصرة، وولى سوّار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب - على مثال فعل - بن عمرو بن الحارث بن خلف بن مجفّر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم القضاء. فكان عبد العزيز يكتب إلى أبي جعفر المنصور يذمه، فيدرج المنصور كتبه بذلك في كتب منه إلى سوّار، فلم يزل على ذلك حتى خالف عبد الجبار وحمل عبد العزيز إلى المنصور، فولى المنصور سوّارا صلاة البصرة، وكان عبد العزيز صاحب شراب ولهو فأخرج له من دار الامارة شراب، فأمر سوّار بكسر آنيته وهراقته. وفي سوّار يقول الشاعر:
فمن كان لا يرضى أميرا فإننا … رضينا بسوّار أميرا وقاضيا