قال الهيثم: أتى جواز الضبي الشام، وكان من رؤساء الخوارج، مع من شهد حصار ابن الزبير، وكان هاربا من الحجاج، فنزل بالشام على عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكانوا يضيفون من يعرفون ومن لا يعرفون، وكان عبد الله بن يزيد، وروح بن زنباع، أكرم من بالشام إضافة، وكانا يتعديان مع عبد الملك ويتعشيان، فإذا انصرفا دعوا بطرف ما عندهما فأكلاه مع أضيافهما (١).
وكتب الحجاج إلى عبد الملك يعظّم فيه أمر الخلافة، ويذكر أن الخليفة أعظم منزلة عند الله من الملائكة المقربين لأنه جعل آدم خليفته، ثم أمر الملائكة بالسجود له، وجعلهم رسلا إليه.
فحسن موقع ذلك من عبد الملك وأعجبه وازدهاه، فقال: وددت أن عندي بعض الخوارج فأخاصمه بكتاب الحجاج، فلما انصرف عبد الله بن
(١) بحاشية الملكية: قف. تعظيم الحجاج لعبد الملك على الملائكة والمرسلين، وجواب جواز الضبي.