للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمر الهجرة]

- قالوا: ولما شخص السبعون الذين بايعوا عند العقبة، اشتدّ ذلك على قريش، ورأوا أنه قد صارت لرسول الله منعة ودار هجرة. فضيّقوا على المسلمين وآذوهم ونالوا منهم من الشتم والتناول ما لم يكونوا ينالونه.

فشكوا ذلك إلى رسول الله ، وسألوه الهجرة، فقال: إنه لم يؤذّن لي في ذلك بعد، ثم إنه خرج عليهم بعد ذلك بأيام مسرورا، فقال: قد أخبرت أن دار هجرتكم يثرب؛ فمن أراد الخروج فليخرج فإن البلاد قريبة وأنتم بها عارفون وهي طريق عيركم إلى الشأم. فجعلوا يتجهزون إلى المدينة في خفي وستر، ويتسللون، فيقال إنه كان بين أولهم وآخرهم أكثر من سنة، وجعلوا يترافدون بالمال والظهر، ويترافقون. وبلغ من بالحبشة من المسلمين هجرة إخوانهم، فقدم من قدم منهم المدينة للهجرة مع النبي . وكان ممن قدم المدينة (١) أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واسم أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، ثم هاجر، فكان الثالث


(١) - كذا بالأصول، وهو وهم فقد جاء أبو سلمة من الحبشة إلى مكة ومنها هاجر إلى المدينة انظر سيرة ابن هشام ج ١ ص ٣٢٢ - ٣٢٣.