للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة]

قالوا: ولما كتب أهل الكوفة إلى الحسين بما كتبوا به فاستخفّوه للشخوص، جاءه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي بمكة فقال له: بلغني أنك تريد العراق وأنا مشفق عليك من مسيرك لأنك تأتي بلدا فيه عماله وامراؤه ومعهم بيوت الأموال، وإنما الناس عبيد الدينار والدرهم، فلا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره، ومن أنت أحبّ إليه ممن يقاتلك معه، فقال له: قد نصحت ويقضي الله.

وأتاه عبد الله بن عباس فقال له: يا بن عم إن الناس قد أرجفوا بأنك سائر إلى العراق فقال: نعم. قال ابن عباس، فإني أعيذك بالله من ذلك، أتذهب رحمك الله إلى قوم قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم، فإن كانوا قد فعلوا فسر إليهم وان كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر لهم، وعماله يجبون خراج بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، فلا آمن من أن يغرّوك ويكذبوك ويستنفروا إليك، فيكونوا أشد الناس عليك؟ قال الحسين: فاني أستخير الله وأنظر.