للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم عاد ابن عباس إليه فقال: يا بن عم إني أتصبّر فلا أصبر، إني أتخوف عليك الهلاك إن أهل العراق قوم غدر، فأقم بهذا البلد فإنك سيد أهل الحجاز، فإن أرادك أهل العراق وأحبوا نصرك فاكتب إليهم أن ينفوا عدوهم ثم صر إليهم، وإلا فإن في اليمن جبالا وشعابا وحصونا ليس بشيء من العراق مثلها، واليمن أرض طويلة عريضة ولأبيك بها شيعة فأتها ثم أبثث دعاتك وكتبك يأتك الناس.

فقال له الحسين: يا بن عم، أنت الناصح الشفيق ولكني قد أزمعت المسير ونويته، فقال ابن عباس: فإن كنت سائرا فلا تسر بنسائك وأصبيتك فو الله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه ينظرن إليه.

ثم خرج ابن عباس من عنده فمر بابن الزبير فقال له: قرّت عينك يا بن الزبير بشخوص الحسين عنك، وتخليته إياك والحجاز، ثم قال:

يا لك من قبّرة بمعمر … خلا لك الجو فبيضي واصفري

ونقّري ما شئت أن تنقري

وروي أن ابن عباس خرج من عند حسين وهو يقول: واحسيناه أنعي حسينا لمن سمع.

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا شبابة بن سوار عن رجل - قال: أحسبه يحيى بن اسماعيل بن سالم الأزدي - عن الشعبي قال: لما أراد الحسين الخروج من مكة إلى الكوفة قال له ابن عمر حين أراد توديعه:

أطعني وأقم ولا تخرج فو الله ما زواها الله عنكم إلا وهو يريد بكم خيرا. فلما ودعه قال: استودعك الله من قتيل.

وحدثني غير أحمد بن إبراهيم عن شبابه عن يحيى بن اسماعيل عن