عمير أن عمر لما طعن سقي لبنا فخرج من جرحه، فلما رأى بياضه بكى، وأبكى الناس حوله، ثم قال: لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع، قالوا: فهذا أبكاك؟ قال: ما أبكاني غيره.
قال ابن عباس: يا أمير المؤمنين لقد كان إسلامك نصرا، وإمارتك فتحا، ولقد ملأت الأرض عدلا، فقال عمر: أجلسوني، فلما جلس قال: يا بن عباس أعد علي كلامك، فأعاده فقال: أتشهد لي بهذا عند الله يوم تلقاه؟ قال ابن عباس: نعم، فأعجب ذلك عمر وفرح به.
حدثني محمد بن سعد، ثنا يزيد بن هارون عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما طعن عمر جعل جلساؤه يثنون عليه، فقال: إن من غره عمره لمغرور، والله لوددت أني أخرج منها كما دخلت فيها، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع.
حدثني محمد بن سعد، أنبأ يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال حين قتل عمر: مررت على قاتل عمر أبي لؤلؤة فيروز، ومعه جفينة، والهرمزان وهم نجيّ، فلما بغتّهم ثاروا فسقط من بينهم خنجر له رأسان ونصابه وسطه، فانظروا ما الخنجر الذي قتل به عمر فنظروه فإذا هو الخنجر الذي نعته عبد الرحمن فانطلق عبيد الله بن عمر حين سمع ذلك من عبد الرحمن ومعه السيف حتى دعا الهرمزان فلما خرج إليه قال: انطلق معي ننظر إلى فرس لي، وتأخر عنه حتى إذا مضى بين يديه علاه بالسيف، قال عبيد الله: فلما وجد حر السيف قال: لا إله إلا الله، قال عبيد الله: ودعوت جفينة وكان نصرانيا من نصارى الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي