للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-وقال الواقدي: إنّ بلالا ترب أبي بكر، وتوفي بمدينة دمشق سنة عشرين. ودفن عند باب الصغير (١)، في المقبرة هناك، وهو ابن بضع وستين سنة، وكان رجلا آدم شديد الأدمة، نحيفا طوالا، وكان أحنى، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير لا يغيره، وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، قال: وسأل عمر حين قدم الشأم بلالا أن يؤذّن. وقال: إنما كرهت الأذان بالمدينة؛ فأذّن ها هنا. فأذّن. فبكى الناس عامة يومهم لذكر رسول الله ﷺ.

[عامر بن فهيرة]

- كان عامر مولّدا من مولدي الأزد، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة، من ولد نصر بن زهران. وكان الطفيل أخا عائشة ابنة أبي بكر لأمها أم رومان، وكان عامر قديم الإسلام قبل دخول النبي ﷺ دار الأرقم بن أبي الأرقم.

- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂ قالت:

كان عامر بن فهيرة للطفيل أخي لأمي، فأسلم، فاشتراه أبو بكر، وكان يرعى عليه منيحة غنم له.

- قالوا: وكان عامر من المستضعفين، وكان يعذّب بمكة ليرجع عن دينه حتى اشتراه أبو بكر، وكان حين أوى رسول الله ﷺ إلى الغار يروح بغنيمة أبي بكر فيها، فيسقيهما من لبنها، وكان معهما حين هاجرا إلى المدينة


(١) - مكان قبره معروف بدمشق، بني عليه مسجد كبير، يراه المنطلق من دمشق إلى مطارها الدولي.