قال أبو الحسن المدائني. خرج بسطام بن مريّ أيام عمر بن عبد العزيز بن مروان، فقال لأصحابه: يا أخلائي إنكم قد باينتم قومكم في ولاية هذا الرجل، وهو يأمر بالعدل ويظهره ويعمل به فاعذروا فيما بينكم وبينه، وادعوه إلى أمركم. فكتبوا إليه فعظّموا طاعة الله وأمره، وعابوا الظلم وأهله، وأكفروا أهل الكبائر، وبرئوا منهم، ودعوه إلى رأيهم وإلى البراءة من علي وعثمان وردّ أحكام عثمان، وما حكم به عليّ بعد الحكمين، واستأذنوه في أن يوجهوا من يناظره ويحاجّه على أن يؤمّنه، فكتب عمر إليهم: «إلى العصابة الذين خرجوا بزعمهم التماس الحق، أما بعد ذلك:
فان الله لم يلبس على العباد أمورهم، ولم يتركهم سدى، ولم يجعلهم في عمياء، فبعث إليهم النّذر وأنزل عليهم الكتب، فبعث محمدا ﷺ رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا، وأنزل عليه كتابا حفيظا ﴿لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ﴾
(١) بهامش الأصل: بلغت عراضها بالأصل الثالث ولله كل حمد.