للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (١) فيه علم ما يأتون وما يتقون، فأوصيكم بتقوى الله، وشكر نعمته، والاعتصام بحبله، والتوكل عليه، فإنه ﴿مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ (٢)، وقد بلغني كتابكم، وما دعوتم إليه، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ﴾ (٣) وقد خاب من دعي إلى الحق ولم يجب.

وذكرتم ما اعتقد الله في عباده، وأمرهم به من الطاعة ﴿فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ﴾ (٤). وسألتموني أن أحكم بالعدل، وأقوم بالقسط، وفي الحق مقنع وفوز ونجاة لمن عمل به، ﴿ولِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ﴾ (٥) فلكم التي سألتم وبالله التوفيق.

وسألتموني ردّ ما حكم به من كان في صدر هذه الأمة من الأئمة إلا ما كان من حكم أبي بكر وعمر وعلي قبل الحكمين، وهم ومن كان بعدهم من الأئمة كانوا أقرب عهدا برسول الله صلى الله عليه سلم وأصحابه، والله يشهد على أحكامهم ويعلمها.

وسألتموني الإذن لكم في قدوم طائفة منكم عليّ، فمن أحبّ ذلك منكم فليقدم آمنا لا أحجبه ولا أبسط إليه يدا، وإني أدعوكم إلى الله ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإنابة إلى أمر الله، وأذكركم


(١) سورة فصلت - الآية:٢٤.
(٢) سورة الطلاق - الآية:٢.
(٣) سورة الصف - الآية:٧.
(٤) سورة الأنعام - الآية:٤٩.
(٥) سورة الأنعام - الآية:٦٧.