قالوا: ووجه أبو سلمة: الحسن بن قحطبة إلى ابن هبيرة، وقد تحصّن بواسط فحاصره، وكتب أبو سلمة إلى أبي نصر مالك بن الهيثم وهو بسجستان من قبل أبي مسلم يأمره بالمصير إلى البصرة، فلما قدمها وجد عليها سفيان بن معاوية قد سوّد بها ودعا إلى بني هاشم، فكتب أبو سلمة إلى نصر يأمره بالمصير إلى الحسن بواسط ففعل، وواقع الحسن ابن هبيرة فهزم أهل الشام وغرق منهم خلق، ثم واقعهم أيضا فهزمهم ابن هبيرة، وقاتل عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة قتالا شديدا، وثاب الناس فهزم ابن هبيرة.
ثم إن أبا العباس رأى توجيه أبي جعفر المنصور إلى واسط، وذلك أن قوما من أهل خراسان كان في أنفسهم على الحسن أشياء فكرهوه، وسألوا أبا العباس أن يوجه مكانه رجلا من أهل بيته ليسكنوا إليه ويقاتلوا معه، فلما قدم المنصور واسطا تحول له الحسن بن قحطبة عن مضربه. وكتب أبو العباس إلى الحسن: إنما وجهت أخي إلى ما قبلك ليسكن الناس إليه ويثق ابن هبيرة بأمانه إن طلب الأمان، وأنت على أمرك وجيشك والتدبير لك.