حدثني الحسين بن علي الحرمازي عن علي القصير مولى قريش قال:
لما قتل زيد بن علي استخفى ابنه يحيى ثم هرب حين سكن عنه الطلب إلى خراسان فقتل بها، رماه رجل من أصحاب نصر بن سيار فقتله، وأخذ رأسه فبعث به نصر إلى يوسف بن عمر.
وكان يحيى بن الحسين بن زيد يسمى ذا الدمعة، وكانت عينه لا تكاد تجف من الدموع فقيل له في ذلك فقال:
وهل ترك السهمان فيّ مضحكا … سهم زيد وسهم يحيى بن زيد
وقال الكوفيون: لما قتل زيد أتى يحيى جبانة السبيع فلم يزل بها وهو في عشرة فقيل له: قد فضحك الصبح وأين تريد؟ فأتى نينوى، ثم أتى قرية قصر ابن هبيرة ولم يكن القصر يومئذ، فنزل على رجل من أهل الكوفة يقال له سالم فتفرق أصحابه عنه، ثم أتى المدائن وهي إذ ذاك طريق الناس إلى خراسان، فبلغ يوسف خبره فسرّح في طلبه حريث بن أبي الجهم الكلبي فخرج حتى أتى المدائن، ومضى يحيى حتى أتى الري فأقام بها أياما، ثم