توجه إلى سرخس فأقام بها ستة أشهر عند يزيد بن عمر وأتاه قوم من المحكّمة فسألوه أن يبايعوه على قتال بني أمية، فأعجبه ذلك منهم، فنهاه يزيد بن عمر، وقال: كيف تقاتل بقوم يتبرأون من علي وأهل بيته؟ فقال لهم قولا جميلا وفرقهم عنه، وأتى بلخ من سرخس فأقام عند الحريش وهو رجل من ربيعة، فلم يزل عنده حتى مات هشام بن عبد الملك، وكتب يحيى إلى بني هاشم من خراسان:
خليليّ عني بالمدينة بلّغا … بني هاشم أهل النّهى والتجارب
فحتّى متى لا تطلبون بثأركم … أمية إن الدهر جمّ العجائب
لكل قتيل معشر يطلبونه … وليس لزيد بالعراقين طالب
قالوا: وبلغ يوسف بن عمر خبر يحيى فكتب إلى نصر بن سيار أن خذ الحريش بيحيى بن زيد حتى يأتيك به، فكتب نصر إلى عقيل بن معقل عامله على بلخ في ذلك فجحد الحريش أن يكون يعرف مكانه، فحمله إلى نصر فلم يقر له بأنه عنده ولا أنه يدري أين هو، فضربه ستمائة سوط وهو يقول: دلني على يحيى فيقول: والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما أنت صانع. فلما رأى ذلك ابنه قريش بن الحريش دلّ على يحيى فوجد في بيت فأخذوه ومعه يزيد بن عمر، ورجل آخر من عبد القيس شخص معه من الكوفة فحمله إلى نصر فلما صار إليه حبسه.
وكتب نصر إلى يوسف بخبره، فكتب بذلك إلى الوليد، فأمر الوليد أن يؤمن يحيى ويخلى سبيله وسبيل أصحابه وقال: إنما هو رجل هرب واستخفى فأطلقه نصر وأمره أن يلحق بالوليد وأعطاه ألفي درهم وبغلين، فخرج حتى أتى سرخس، فبعث إليه نصر من أزعجه وكتب إلى العمال في