للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إزعاجه وأن يسلمه كل عامل إلى العامل الذي يليه، وكان يبسط لسانه في بني أمية، والوليد، ويوسف بن عمر، وهشام فيكف عنه، فلما صار بأبر شهر سلم إلى عاملها عمرو بن زرارة فبرّه وأمر له بألف درهم نفقة، ويقال بخمسة آلاف درهم، فلما صار ببيهق خاف أن يصير إلى يوسف فيغتاله يوسف، وبيهق أقصى عمل خراسان وكان يحيى بن زيد قد اشترى دواب لحمل أصحابه عليها وهم سبعون رجلا، فرجع إلى عمرو بن زرارة فقال:

إني إنما أريد بلخ ولست أقيم في عملك إلا ريثما أريح وأستريح فإني أجد علة، فأقام بأبر شهر أياما.

وكتب عمرو بن زرارة بذلك إلى نصر، فوجه نصر جيشا أمده به فواقعهم يحيى وهو في سبعين فهزمهم وقتل عمرا وعدة من أصحابه، وأخذ سلاحهم، وسار حتى أتى هراة، ثم أتى الجوزجان فانضم إليه قوم من أهلها، وأهل الطالقان، والفارياب، وبلخ فتتامّ جميع من معه مائة وخمسون رجلا، فلما بلغ نصرا مقتل عمرو بن زرارة ونزول يحيى الجوزجان، وجه سلم بن أحوز التميمي من بني كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم في ثمانية آلاف من أهل الشام، وغيرهم من أهل خراسان، فخرج سلم فواقعه وقد عبّأ أصحابه فجعل سورة بن محمد بن عبد الله بن عزيز الكندي على ميمنته، وحماد بن عمرو السعدي على ميسرته.

وعبأ يحيى أيضا أصحابه فاقتتلوا ثلاثة أيام ينتصف كلّ من كل وليست تزول قدم رجل من أصحاب يحيى.

فلما كان اليوم الثالث من آخر النهار رمى رجل من موالي عنزة يحيى بنشابة فأصابت جبهته، وحفّ به أصحابه فقاتلوا أشد قتال سمع به، ولم