للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفارقوه حتى قتلوا عن آخرهم، ووجد سورة بن محمد بن عبد الله يحيى قتيلا فاحتز رأسه، وأخذ الذي رماه سلبه حتى قميصه.

فلما ظفر أبو مسلم بعد، أخذ سورة بن محمد بن عبد الله بن عزيز الكندي والرجل الذي رمى يحيى فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.

وكان عبد الله بن عزيز من أصحاب ابن الحنفية، وقتل يوم عين الوردة مع التوابين.

وبعث سلم بن أحوز برأس يحيى إلى نصر، فبعث به نصر إلى يوسف بن عمر، وبعث به يوسف إلى الوليد بن يزيد، وصلبت جثته على باب الجوزجان سنة خمس وعشرين ومائة، فلم تزل جثة يحيى مصلوبة إلى أن ظهرت المسودة بخراسان فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، وتولى ذلك أبو داود خالد بن ابراهيم وخازم بن خزيمة، وعيسى بن ماهان.

وبلغ أبا مسلم أن ابراهيم بن ميمون الصائغ، كان ممن أعان على يحيى فقتله، وتتبع قتلة يحيى وأصحابه فجعل يقتلهم فقيل له: إن أردت استقصاء أمرهم فعليك بالديوان، فلم يدع أحدا ممن وجد اسمه في الجيش الموجه إليه ممن قدر عليه إلا قتله.

وكان ابراهيم البيطار أشد الناس على يحيى فمر أبو مسلم يوما في غلمان يلعبون بالحمام فقال قائل منهم: سقط حمامي في منزل ابراهيم البيطار، فسأل عن منزل ابراهيم فوقفوه عليه فأمر به فاستخرج من منزله فعرفه بالصفة، وأقر باعانته على يحيى فقطع يديه وصلبه.

فقال الشاعر

ألا يا عين ويحك أسعديني … لمقتل ماجد بالجوزجان