قال أبو الحسن المدائني عن أصحابه: كان زياد الأعسم من بني عصر بن عوف بن عمر بن عبد القيس من أنفسهم، ويقال كان مولى لهم يرى رأي الأزارقة، وكان يبيع بسوق الزيادي، فلما قدم داود بن النعمان البصرة للتجهز قال لأصحابه: أريد أن أشتري غلالة تكون تحت درعي أجعلها كفنا، فأتى سوق الزيادي فقال: من عنده غلالة رقيقة؟ فقال له زياد الأعسم وهو لا يعرفه، وظن أنه بعض فتيان أهل البصرة، وكان داود جميلا: يا فتى عندي غلالة فإن شئت أن أبيعك إياها أرقّ من دينك فعلت.
فلم يكلمه داود ومضى، فقال رجل لزياد: أتعرف هذا؟ قال: لا. قال:
هذا داود فاتبعه زياد فاعتذر إليه وواعده مكانا يلقاه فيه، فاتعدا قصر أوس (١)، فالتقيا من غد فكلمه داود فأجاب داود ورجع عن رأيه، وأتى
(١) قصر أوس بالبصرة، ينسب إلى أوس بن ثعلبة، وكان سيد قومه، وكان قد ولي خراسان في الأيام الأموية. معجم البلدان.