وقال المدائني: لما قدم ابن حيّان المدينة واليا دخل دار مروان فقال:
هذه المحلال المظعان، ثم قال:
مجرّب قد حلبت الدهر أشطره … مجرّس (١) سدّ رأي منه تعليم
فقيل له: إن الوليد ثقيل فقال: إن كان أمير المؤمنين ثقيلا، فإن سليمان لأخوه لأبيه وأمه ووليّ عهده، ولقد هدّ ما ذكرتم ركني.
وقال هشام ابن الكلبي: ولي الوليد بن عبد الملك في شوال لعشر خلون منه سنة ست وثمانين وولي تسع سنين وتسعة أشهر، وتوفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
المدائني قال: كان القعقاع بن خليد عند الوليد بن عبد الملك، وعنده ابن رأس الجالوت، فقال الوليد: إنكم تزعمون أن في ولد داود علامة يعرفون بها فما هي؟ قال: تنال يد أحدنا ركبته وهو قائم، فقال القعقاع: فيدي تنال ركبتي. فقال الوليد: فافعل، فذهب يفعل فضرط فعيّر بذلك شيبة بن الوليد بن القعقاع فقال الشاعر:
يا شيب هل لك في ألف مدرهمة … بضرطة ليس في إرسالها حرج
كذاك شيخك إذ هوى بركبته … فحاز فقحته من ضعفها الشّرج