عبيدة، وعلى بني بكر: بلعاء بن قيس، وعلى الأحابيش: الحليس بن يزيد الكناني.
وشهد بنو كنانة أيضا يوم شرب من عكاظ على هذه التعبئة، وجعل بلعاء يقول يومئذ: إنّ عكاظا ماؤنا فخلّوه. وقال ضرار بن الخطاب في هذا اليوم.
ألم تسأل الناس عن شأننا … وما جاهل الأمر كالخابر
وقد كتبنا أبياته فيما تقدم من نسب بني فهر.
وقال عمرو بن قيس، وهو جذل الطعان، أي أصله، ويقال شبّه بأصل الشجرة لثباته للطعان.
لقد علمت معدّ أن قومي … كرام البأس إن عدّوا الكراما
غداة يقود بلعاء بن قيس … إليهم جحفلا لجبا ركاما
ونحن الناسئون على معدّ … شهور الحلّ نجعلها حراما
ومات بلعاء بن قيس بعد هذا اليوم بيسير.
ومنهم جثّامة بن قيس، أخو بلعاء،
قام مقام بلعاء حين مات في أيام الفجار وهو يوم الحريرة، وهي حرّة إلى جانب عكاظ في مهب الجنوب منها، فهزمت كنانة يومئذ، وكانت على اجتماعها الذي كانت تجتمع عليه وعلى تساندها، ولما مضت أيام الفجار أغارت أخلاط من هوازن على بني ليث بن بكر بصفراء الغميم فقتلوا فيهم وأصابوا نعما، ثم أقبلوا وعرضت لهم خزاعة فلم يكن لها بهم يد فقال مالك بن عوف في كلمة له:
سمونا إليهم بالغميم فلم ندع … لهم سارحا يرعى ولا متروّحا