وكان من ولد الأسوار أبو محمد بن عبد الله السفياني الذي قتل بالمدينة وكان مستخفيا بقباء.
[وأما عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية]
فكان ناسكا متألّها، أتاه رجل ضرير بمكة ليسأله فقال لقيّمه: أعطه ما عندك، وكان عنده ثمانية آلاف درهم، فقال له القيّم: هذا يكتفي منك بأقلّ مما عندنا، أفأعطيه بعضه؟ فقال: إنّي أكره أن يفضل قولي فعلي، فأعطاه ثمانية آلاف درهم.
وقال عبد الله بن المبارك، قال عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية لرجل من إخوانه كان يجالسه: أترضى حالك هذه للموت؟ قال: لا، قال: فهل أنت مجمع على الانتقال إلى حال ترضاها للموت؟ قال: ما سخت نفسي بذلك بعد، قال: ويحك، فهل بعد الموت دار فيها معتمل؟ قال: لا، قال:
فهل تأمن أن يأتيك الموت على حالك هذه؟ قال: لا، فقال: ما رأيت مثل هذه الحال رضي بها عاقل، فاتّق الله يا أخي واعمل قبل أن تندم.
[واما عمر بن يزيد]
فحدثني ابو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب أنّه أصابته صاعقة فهلك، ويقال رعدت السماء رعدة شديدة فمات خوفا، فقال ابن همّام:
عمر الخير يا شبيه أبيه … أنت لو عشت قد خلفت يزيدا
سلّط الحتف في الغمام عليه … فتلقّى الغمام روحا سعيدا
أيّها الراكبان من عبد شمس … بلّغا الشام أهلها والجنودا
أنّ خير الفتيان أصبح في لح … د وأمسى من الكرام فقيدا