فكتب إليه الحسين:«أما بعد فقد خشيت أن يكون الذي حملك على الكتاب إلي بالاستعفاء من وجهك الجبن، فامض لما أمرتك به».
فمضى لوجهه، وكان من حين مقتله ما قد ذكرناه في خبر ولد عقيل بن أبي طالب، وكان مخرج مسلم بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين، ويقال يوم الأربعاء لتسع خلون من ذي الحجة سنة ستين، يوم عرفة بعد خروج الحسين من مكة مقبلا إلى الكوفة بيوم.
وكان الحسين خرج من المدينة إلى مكة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، ودخل مكة ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شعبان، فأقام بمكة شعبان وشهر رمضان، وشوال، وذو القعدة، ثم خرج منها يوم الثلاثاء لثمان ليال خلون من ذي الحجة يوم التروية وهو اليوم الذي خرج فيه مسلم بالكوفة، وقد يقال إنه خرج بالكوفة يوم الأربعاء وهو يوم عرفة.
وحدثني بعض قريش أن يزيد كتب إلى ابن زياد: بلغني مسير حسين إلى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمال، وعندها تعتق أو تعوذ عبدا كما يعتبد العبيد.