بعد مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم. وكان مصعب أول من قدمها، وجّهه رسول الله ﷺ ليعلّم الناس القرآن. ثم تلاه ابن أم مكتوم. وسمعت من يذكر أن أبا سلمة قبل ابن أم مكتوم. والخبر الأول أثبت.
- حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي وبكر بن الهيثم، قالا: ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:
أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله ﷺ المدينة مصعب بن عمير وابن أم مكتوم. قال الواقدي: وقد روي أن مصعبا صار من المدينة إلى مكة، ثم هاجر منها إلى المدينة مع رسول الله ﷺ وأصحابه.
- حدثنا عمرو بن محمد، ومحمد بن سعد، عن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن عمر.
عن نافع، عن ابن عمر قال:
لما قدم المهاجرون الأولون من مكة قبل مقدم رسول الله ﷺ المدينة، نزلوا العصبة (١). فكان سالم مولى أبي حذيفة يؤمهم لأنه كان أكثرهم قرآنا، وفيهم عمر، وأبو سلمة بن عبد الأسد.
- قالوا: وكانت أم سلمة بنت أبي أمية أول ظعينة وردت المدينة.
وكان زوجها أبو سلمة لما أراد الهجرة، رحل لها بعيرا وحملها عليه، وفي حجرها ابنها سلمة. فلما رآه رجال بني المغيرة قالوا: هذه نفسك قد غلبتنا عليها؛ فما بال صاحبتنا؟ لا ندعك وتسييرها في البلاد. ثم انتزعوا خطام البعير من يده، وأخذوها إليهم، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد بن هلال، وقالوا: والله لا نترك ابنها عندكم إذا نزعتموها من يد صاحبنا،
(١) - موضع بقباء. المغانم المطابة في معالم طابة للفيروزآبادي - ط الرياض ١٩٦٩.