للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسيد بنصر الله وإظهاره إياه على عدوه، واعتذر من تخلفه، وقال: إنما ظننت أنها العير ولم أظن أنك تحارب. فصدّقه رسول الله . وكان خبيب بن إساف ذا بأس ونجدة، ولم يكن أسلم ولكنه خرج منجدا لقومه من الخزرج طالبا للغنيمة. فقال له رسول الله : لا يصحبنا إلا من كان على ديننا، فأسلم وأبلى. وعرض رسول الله أصحابه حين برز من المدينة، فاستصغر عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد مولاه، ورافع بن خديج، والبراء بن عازب، وأسيد بن ظهير، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت فلم يجزهم. وردّ عمير بن أبي وقاص، فبكى، فأجازه، فكان سعد بن أبي وقاص أخوه يقول: لقد عقدت حمائل سيفه، وإنها لتقصر، وذلك لصغره، ووجه رسول الله طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد بن عمرو يتحسسان (١) خبر قريش والعير. فقدما المدينة ثم شخصا منها فلقيا رسول الله وهو قافل، فضرب لهما بسهمهما في المغنم وبأجرهما، وضرب رسول الله لعثمان بن عفان بسهمه وأجره، وكان خلفه على امرأته رقية بنت رسول الله ، وكانت مريضة مرضها الذي توفيت فيه. وضرب لبسبس بن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء الجهنيين بسهمهما وأجرهما، وبعث بهما ليعرفا خبر العير ومن فيها من قريش وهم ثلاثون رجلا، ومن فيها من غيرهم، وإلى أين بلغت. فعرفا ذلك. ثم أقبلا إلى المدينة ولم يشهد بدرا.

واستخلف على المدينة في هذه الغزاة أبا لبابة بن عبد المنذر، فضرب له بسهمه وأجره. وخلف عاصم بن عدي على قباء وأهل العالية، فضرب له بسهمه وأجره. وكسر خوّات بن جبير بالروحاء، فضرب له بسهمه


(١) - التحسس - بالحاء - هو أن تتسمع الأخبار بنفسك، والتجسس - بالجيم - هو أن تفحص عنها بغيرك.