المسلمون إلا مائة ثبتوا وصبروا مع رسول الله ﷺ، منهم: العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعمر، وأيمن بن عبيد. ثم ثابت الأنصار. وثاب الناس، فهزم الله المشركين، واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، ويقال إن من ثبت مع رسول الله ﷺ يومئذ العباس، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، والزبير، وعبد الله بن الزبير، وأسامة. وجعل أبو سفيان يقاتل ويقول:
بنو أبيه اليوم من أمامه … ومن حواليه ومن أهضامه
فقاتل المسلم عن إسلامه … وقاتل الحرميّ عن إحرامه
وأتى فلّ هوازن أوطاس، وقد سبي منهم سبي كثير بعث بهم رسول الله ﷺ إلى الجعرانة. وولى أمر السبى بديل بن ورقاء الخزاعي. وبعث رسول الله ﷺ أبا عامر الأشعري إلى أوطاس متبعا للكفرة، فقتل. قتله سلمة بن سمادير الجشمي، في قول ابن الكلبي. فقام بأمر الناس أبو موسى الأشعري. واقبل المسلمون إلى أوطاس، فهربوا منهم إلى الطائف.
حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا يحيى بن عبد العزيز، عن عبد الله بن نعيم الأزدي، عن الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري قال:
لما هزم الله هوازن يوم حنين، عقد رسول الله ﷺ لأبي عامر على خيل الطلب، فطلبهم وأنا معه فإذا ابن دريد بن الصّمّة. فعدل أبو عامر إليه، فقتله ابن دريد وأخذ اللواء منه. وشددت على ابن دريد، فقتلته وأخذت اللواء منه، ثم انصرفت بالناس. فلما رآني رسول الله ﷺ قال: أقتل أبو عامر؟ قلت: نعم. فرفع رسول الله ﷺ وسلم يده يدعو لأبي عامر.