للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما حملت من ناقة فوق رحلها … أعفّ وأوفى ذمة من محمد

أحثّ على خير وأسرع نائلا … إذا راح يهتزّ اهتزاز المهنّد

ونبّي رسول الله أني هجوته … فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي

سوى أنني قد قلت يا ويح فتية … أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد

فبلغ رسول الله اعتذاره وشعره، وكلّم فيه، فعفا عنه، وكان قد نذر دمه.

وقال رسول الله يوم الفتح: «ألا إنّ كل دين ومال ودم ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي، إلا سدانة البيت وسقاية الحاجّ. وأول الدماء دم آدم بن ربيعة». وكان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الديل، فوجدهم قد ظعنوا عن المنزل الذي عهدهم فيه، ونزّله بنو سعد بن ليث. فأغار على بني سعد، وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم وصغيرا، فقتل. فوضع رسول الله دمه يوم الفتح.

فقال حذيفة بن أنس:

أصبنا الألى لما نرد أن نصيبهم … فساءت كثيرا من هذيل وسرّت

أسائل عن سعد بن ليث لعلهم … سواهم قد أصابت بهم فاستحرّت (١)

فلا توعدونا بالجياد فإنها … لنا أكلة قد عضلّت فأمرّت

وكان خليفة رسول الله على المدينة ابن أم مكتوم. ويقال كان خليفته أبا رهم الغفاري. وفشا الإسلام بمكة، وكسر الناس أصنامهم، ووجّه رسول الله في كسر الأصنام التي حول مكة، وأقام رسول الله بمكة، حتى خرج منها إلى حنين. واستخلف عليها عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. وأسلم عبد الله بن أبي أمية في الفتح.


(١) - كذا بالأصل وهو مختل الوزن.