للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى علي: أنّ يهوديا سقط إلينا فأخبرنا أن خيلا أقبلت من ناحية الكوفة، قأتت قرية يقال لها: «نفّر» (١) فلقيت بها رجلا من أهل تلك القرية يقال له:

زاذان فرّوخ فسألته عن دينه قال: أنا مسلم. ثم سألوه عن أمير المؤمنين.

فقال إمام هدى. فقطعوه بأسيافهم وانهم سألوا اليهودي عن دينه فقال: أنا يهودي. فخلوا سبيله فأتانا فأخبرنا بهذه القصة.

فكتب علي إلى أبي موسى الأشعري (٢): إني كنت أمرتك بالمقام في دير أبي موسى فيمن ضممت إليك إلى أن يتضح خبر القوم الظالمي أنفسهم الباغين على أهل دينهم، وقد بلغني أن جماعة مرّوا بقرية يقال لها: «نفر» فقتلوا رجلا من أهل السواد مصليا، فانهض إليهم على اسم الله، فإن لحقتهم فادعهم إلى الحق، فإن أبوه فناجزهم واستعن بالله عليهم. ففاتوه ولم يلقهم. وذلك قبل خروج أبي موسى للحكم.

ويقال: إن عليا لم يكتب إلى أبي موسى في هذا الشيء، وكان عليّ قد وجّه زياد بن خصفة وعبد الله بن وائل التيمي نحو البصرة في كثف، فلحقهم زياد بالمزار، وقد أقاموا هناك ليستريحوا ويرتحلوا، فكره زياد حربهم على تلك الحال - وكان رفيقا حازما مجرّبا - ثم دعا زياد الخريت إلى أن ينتبذا ناحية فيتناظرا، فتنحيا حجرة مع كل واحد منهما خمسة من أصحابه، فسأل زياد الخريت عن الذي أخرجه إلى ما فعل فقال: لم أرض صاحبكم ولا سيرته، فرأيت أن أعتزل وأكون مع من دعا إلى الشورى، فسأله أن


(١) - قرية من نواحي بابل من أعمال الكوفة.
(٢) - كذا بالأصل وليس من المؤكد تعاون أبي موسى آنذاك مع الامام علي، وفي كتاب الغارات للثقفي - ط. بيروت ١٩٨٧ ص ٢٢٤ - ٢٣٠، وأن الامام علي كتب إلى زياد بن حصفة.