يدفع إليه قتله الرّجل المصلي، فأبى ذلك وقال: ما إليه سبيل، فهلا أسلم صاحبك قتلة عثمان؟ فدعا كل واحد أصحابه فاقتتلوا أشدّ قتال حتى تقصفت الرماح وانثنت السيوف وعقرت عامة خيلهم وحال بينهم الليل فتحاجزوا.
ثم إنهم مضوا من ليلتهم إلى البصرة؛ واتبعهم زياد بن خصفة حين أصبح، فلما صار إلى البصرة بلغه مضيّهم إلى الأهواز، فلما صاروا إليها تلاحق بهم قوم كانوا بالكوفة من أصحابهم اتبعوهم بعد شخوصهم وانضم إليهم أعلاج وأكراد، فكتب زياد إلى عليّ بخبرهم، وبما كان بينه وبينهم بالمزار، فكتب إليه علي بالقدوم.
وقام معقل بن قيس الرياحي فقال: أصلح الله أمير المؤمنين إن لقاءنا هؤلاء بأعدادهم ابقاء عليهم، إن القوم عرب؛ والعدة تصبر للعدة فتنتصف منها، والرأي أن توجه إلى كل رجل عشرة من المسلمين ليجتاحوهم فأمره بالشخوص وندب معه أهل الكوفة ألفين فيهم يزيد بن المغفّل الأزدي، وكتب إلى ابن عباس أن يشخص جيشا إلى الأهواز ليوافوا معقلا بها وينضموا إليه. فوجه إليه خالد بن معدان الطائي في ألفي رجل من أهل البصرة فلحقوا به. فلما وافوا معقلا نهض لمناجزة الخريت وألفافه وقد بلغه انه يريد قلعة برامهرمز، فأجد السير نحوه حتى لحقه بقرب الجبل، فحاربه وعلى ميمنته يزيد بن المغفل، وعلى ميسرته منجاب بن راشد الضبي من أهل البصرة، فما لبث السامي وأصحابه إلا قليلا حتى قتل من بني ناجية سبعون رجلا، ومن اتباعه من العلوج والأكراد ثلاثمائة؛ وولوا منهزمين حتى لحقوا بأسياف البحر، وبها جماعة من قومهم من بني سامة بن لويّ، ومن عبد