حيا فإن يهلك نظرنا ونظرتم، فانصرفوا عنه فلم يكن شيء أحب إليهم وإلى الشيعة من هلاك معاوية؛ وهم يأخذون أعطيتهم ويغزون مغازيهم.
قالوا: وشخص محمد بن بشر الهمداني وسفيان بن ليلى الهمداني إلى الحسن وعنده الشيعة الذين قدموا عليه أولا فقال له سفيان كما قال له بالعراق: السّلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: إجلس لله أبوك. والله لو سرنا إلى معاوية بالجبال والشجر ما كان إلا الذي قضي.
ثم أتيا الحسين فقال: ليكن كل أمري منكم حلسا من أحلاس بيته مادام هذا الرجل حيا، فإن يهلك وأنتم أحياء رجونا أن يخير الله لنا ويؤتينا رشدنا ولا يكلنا إلى أنفسنا ف ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (١).
قالوا: وكان حجر بن عدي أول من ذمّ الحسن على الصلح، وقال له قبل خروجه من الكوفة: خرجنا من العدل ودخلنا في الجور، وتركنا الحق الذي كنا عليه، ودخلنا في الباطل الذي كنا نذمه، وأعطينا الدّنيّة ورضينا بالخسيسة وطلب القوم أمرا، وطلبنا أمرا، فرجعوا بما أحبوا مسرورين، ورجعنا بما كرهنا راغمين.
فقال له: يا حجر، ليس كل الناس يحب ما أحببت، إني قد بلوت الناس فلو كانوا مثلك في نيتك وبصيرتك لأقدمت.
وأتى الحسين فقال له: يا أبا عبد الله شريتم العز بالذل، وقبلتم القليل بترك الكثير، أطعني اليوم واعصني سائر الدهر، دع رأي الحسن واجمع شيعتك، ثم ادع قيس بن سعد بن عبادة وابعثه في الرجال، وأخرج