للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعيد بن العاص - على شرطة عمرو بن سعيد الأشدق، فسأله توجيهه على ذلك الجيش، وكان مباينا لأخيه عبد الله بن الزبير يظهر عيبه ويكثر الطعن عليه، وكان عمرو عظيم الكبر شديد العجب ظلوما وقد أساء السيرة وعسف الناس، وأخذ من عرفه بموالاة عبد الله والميل إليه فضربهم بالسياط، وله يقال: عمرو لا يكلّم، من يكلّمه يندم، فكان ممّن ضرب: المنذر بن الزبير، ومحمد بن المنذر، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، وخبيب بن عبد الله بن الزبير، ومحمد بن عمّار بن ياسر، وطلب قوما من قريش يرون رأي أخيه فاستخفوا ثم لحقوا بمكة فأتى رافع بن خديج الأنصاري عمرا الأشدق فقال له: اتّق الله ولا تغز الجيوش مكة فإنّ الله حرّمها، فلم تحلّ لنبيّه إلاّ ساعة من نهار ثم عادت حرمتها، فقال:

وما أنت وهذا؟ لقريش علم لا تبلغه أنت ولا أصحابك، فانصرف رافع.

وقال أبو مخنف في روايته: صار عمرو بن سعيد الأشدق إلى المدينة فجهّز جيشا يريد به ابن الزبير بمكة، فقال عمرو بن الزبير لعمرو بن سعيد: أمّرني على هذا الجيش فأنا أكفيك أخي، فقد تعرف الذي بيني وبينه لاستخفافه بحقّي وقطيعته إيّاي، فولاه الجيش، وكان أكثر الجيش بدلاء من العطاء وجلّهم يهوون ابن الزبير عبد الله، فساروا حتى انتهوا الى مكة، فأخرج إليهم عبد الله بن الزبير رجالا من أهل الحجاز ذوي دين وفضل ورأي وثبات وبصائر، فلما التقوا لم ينشب جند عمرو بن الزبير أن تفرّقوا وأخذ عمرو بعد أن أجاره عبيدة (١) وآمنه، فلما أتي به عبد الله قال:


(١) - يعني عبيدة بن الزبير.