علي في قبض أموال بني زياد بن أبي سفيان، فأرسل إلى مسلمة بن محارب بن سلم بن زياد وغيره: إن أمير المؤمنين كتب إليّ في قبض كل خضراء وبيضاء لكم، فإني [إن] كتبت أني لم أجد لكم خضراء ولا بيضاء لم آمن أن يأتيكم من يقبض ذلك، فإن احببتم فحدّوا لي من أموالكم شيئا ظاهرا أقطع به عنّي قالته وسوء ظنه، فحدّوا له ثماني مائة جريب أظهروها فقبضها، ولما صار عبد الله بن علي إلى سليمان رأى رجلا على بغل أو برذون فاره وله سرج نظيف، ولجامه محلّى، فقال: من هذا؟ قال له سليمان: هذا سلم بن حرب بن زياد، فقال: أو قد بقي من آل زياد مثل هذا؟ فقال سليمان:
نعم لم أجد إليهم سبيلا، منعني منهم الحق، قال: اما والله لئن بقيت لهم لأبيدنّهم، فبلغ ذلك سلما فهرب عن البصرة فلم يدخلها حتى شخص بعبد الله عنها.
قالوا: وقدم الحكم، ومحمد، وعمر بنو الصلت بن يوسف بن عمر البصرة فنزلوا في بني سعد مستخفين، فظهرت لهم هيئة في لباسهم ومطعمهم، فحسدهم بعض جيرانهم أصحاب الدار التي نزلوها فسعوا بهم إلى سليمان بن علي، فأرسل إليهم من أتاه بهم في ستر، فقال: من أنتم؟ فانتسبوا له، فقال: يا بني اخي كان ينبغي لكم إذ اخترتم هذه الناحية أن تستخفوا في الزطّ والأندغار، وإلا ففي عبد القيس أو بني راسب، ثم أطلقهم.
حدّثني عمر بن شبّة عن محمد بن عبيد بن عمر، وأخبرني طارق بن المبارك عن أبيه قال: قال لي عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان: جاءت هذه الدولة وأنا حديث السن منتشر الاموال، فكنت