قالوا: ولما قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وكانت الفتنة، كتب الفضل بن عبد الرحمن بن عياش بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب إلى عبد الله بن الحسن:
دونك أمر قد بدت أشراطه … وريشت من نبله أمراطه
إن السبيل واضح صراطه … لم يبق إلا السيف واختراطه
فدعا عبد الله بن الحسن قوما من أهل بيته إلى بيعة ابنه محمد، وأتى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فأراده على أن يبايع لمحمد فأبى وقال:
اتق الله يا أبا محمد وأبق على نفسك وأهلك فإن هذا الأمر ليس فينا، وإنما هو في ولد عمنا العباس، فإن أبيت فادع إلى نفسك فأنت أفضل من ابنك.
فأمسك ولم يجبه.
واستتر محمد بن عبد الله وقد بايعه قوم من أهل بيته ومن قريش، وكان يخرج إلى البادية فيطيل المقام بها ثم يظهر أحيانا ويستتر أحيانا، فلم يزل على ذلك حتى بويع أبو العباس أمير المؤمنين ومحمد يومئذ في بلاد غطفان عند آل أرطاة بن شبيب، وجعل يتنقل بالبادية، وتسمّى المهدي.
وكان مروان بن محمد بن مروان يخوف من محمد بن عبد الله فيقول:
لا تهيجوه فليس هو بالذي يخاف ظهوره علينا.
قالوا: ولما بويع أبو العباس وظهر أمره استخفى محمد، وتمارض أبوه وأظهر أن ابنه محمدا قد مات، وكتب أبو العباس إلى عبد الله بن الحسن يأمره بالقدوم عليه فقدم في رجال من أهله فأكرمهم أبو العباس وبرّهم ووصلهم، وقال له: يا أبا محمد إني أرضى من ابنك محمد بأن يبايع بالمدينة ولا يشخص إلي؟. فقال: والله يا أمير المؤمنين ما أدري أين مستقره،